7/07/2015

التناظر الفائق بين الواقع النظري و التجريبي

                                                       

  إقرأ فيها :

- التناظر Symmetry هو دين الفيزيائيين الغير معلن.
- (مثال 3+4 = 7 و 4+3 =7 لكن في الفيزياء 3+4 لا يساوي 4+3 )
- هل تموت نظرية الاوتار المهتزة ؟؟

- أخر ما توصل اليه خبراء HLC  حول هذه النظرية  



التفاصيل :
(((( التناظر الفائق للطبيعة.. دين الفيزيائيين الغير معلن ))))
اذا كنت تفكر بوضع نظرية في فيزياء الجسيمات أو علم الكونيات، فربما سيكون أول سؤال يتم طرحه عليك من قبل المنظرين هو؛ هل نظريتك متناظرة أم مرتدة؟
فكرة التناظر بسيطة الفهم، تخيل بأنه لدي كرة تنس لونها بالكامل أصفر ومستديرة بشكل مثالي بدون تعرجات. الآن اغمض عينيك، وسأقوم أنا بلف الكرة ٣٦٠ درجة، اذا فتحت عينيك لن تعرف اذا ما لففت أنا الكرة أم لا. التناظر في كرة التنس ليس فقط ب ٣٦٠ درجة، فبأي شكل ألف الكرة، لن تعرف أنت أنني قمت بلفها أم لا. لذلك نقول، الكرة متناظرة حول نفسها تماما. لكن هذا الشيئ لا يحدث مع آيفون مثلا، فلو لففته ستعرف أنت مباشرة أنه استدار، لأن الآيفون غير متناظر مثل كرة التنس. في الفيزياء نعبر عن هذا التناظر بلغة الرياضيات، وتحديدا بما يسمى "نظرية المجموعة group theory" وهي ليست لغة سهلة أبدا.

التناظر الفائق Supersymmetry في الفيزياء يعني أن معادلات الطاقه = معادلات المادة.
أي معاملة المادة بنفس معاملة الطاقة.
دعنا نصعد خطوة خطوة...
ان أصغر وحدات المادة والتي لا يمكن أن تتجزأ الى ما هو أصغر منها توصف بما يسمى النموذج المعياري للجسيمات. لدينا ٦ لبتونات، ٦ كواركات، ٤ جسيمات للقوى "وهذه ليست مادة بل قوى" أشهرها الفوتونات أو الضوء الذي يصيب عينيك الآن. هناك أربع قوى في الطبيعة ( الجاذبية، الكهرومغناطيسيه، النوويه القوية، النووية الضعيفة) كل واحد من هذه القوى يقابله جسيم قياسي (غرافيتون، فوتون، غلون، جسيمات W) على التوالي. اذا هذه الجسيمات ( ٦ لبتونات Leptons، ٦ كواركات Quarks ، ٤ جسيمات حوامل قوى Forces، بالاضافه لجسيم هيغز Higgs boson المسؤول عن اعطاء هذه الجسيمات كتلها) تشكل كل ما تراه في هذه الدنيا من أصدقاء وأعداء وأحباب، و وجبات سريعه... الى المجرات والنجوم والكواكب وكل ما يخطر في ذهنك.  الشكل التالي يوضحها لك ..


الآن التناظر الفائق يقول لك بأن هذه العائلة من الجسيمات لهم أبناء عم!! كل جسيم في الصورة السابقة له نظير فائق، نظير الالكترون الفائق يسمى الكترونيو، للفوتون نظير فائق يسمى فوتونيو، هيغزينيو...الخ كما في الشكل


 لكن لماذا يفترض الفيزيائيون هذا التناظر الفائق؟ من أين ظهر أبناء العم هؤلاء ليشاركوننا في حلالنا؟ السبب هو التناظر "دين الفيزيائين غير المعلن". فكما قلت أعلاه التناظر الفائق يعني معاملة المادة والطاقة على مستوى واحد. اذا كانت الطبيعه فعلا تمتلك خاصية التناظر تلك، فيمكننا فك شفرات الطبيعة الواحدة بعد الآخرى.
كما قلت في الفقرة الأولى، التناظر هو أنك اذا غيرت أو أدرت شيئ ما، فإن الناتج النهائي يكون كما هو بدون أي تغيير. دعنا نطبق هذا على مثال بسيط جدا: 3+4=7، الآن اذا بادلنا 3 و 4 سنحصل على نفس الناتج 7، أي 4+3=7. اذا هنا لدينا تناظر حول تبديل عناصر عملية الجمع. في فيزياء الجسيمات يتم التعامل مع معادلات معقدة جدا، لكنها بالنهاية متناظرة. دعنا نكتب المعادلة التي تعبر عن المادة والطاقة في فيزياء الجسيمات ب"الكلمات طبعا، وإلا ستكرهني مع هذه المقاله":
المعادلة = الطاقة + المادة
للأسف الشديد، اذا استخدمنا النموذةج المعياري لفيزياء الجسيمات، فان هذه المعادلة غير متناظرة. أي أن:
المعادلة = المادة + الطاقة
لا تتوافق مع المعادلة الأولى.
أي "الطاقة + المادة" لا تساوي "المادة + الطاقة" وكأن 3+4 لا يساوي 4+3!! ما العمل اذا؟ حتى تحصل على تناظر في معادلة "المادة + الطاقة" عليك أن تضيف لنا جسيمات "مادة اضافية" و حوامل قوى "قوى اضافية" لتحصل على التناظر المنشود! هذه المادة والطاقة الاضافيتين هم أبناء العم في الصورة السابقة الذين يريدون مشاركتنا في حلالنا! لكن مشاركتهم شريفه، فالهدف منهم جعل معادلات المادة و الطاقة متناظرة تماما. الآن مع المادة والطاقة الجديدتين يكون لدينا:
المعادلة = الطاقة + المادة + مادة اضافية + طاقة اضافية = المادة + الطاقة + مادة اضافية + طاقة اضافية
غير في الترتيب كيفما شئت، الناتج النهائي متساوي مهما تلاعبت بالمعادلة. اذن حصلنا على التناظر المنشود. ولك الحق لأن تسأل لماذا كل هذا الحرص على جعل المعادلة متناظرة؟ ليس هناك سبب لجعل الطبيعه متناظرة؟ فلتكن بدون تناظر. واقول لك؛ معك حق تماما. لكن هذا التعديل "أي جعل المعادلات متناظرة" يحل عدة مشاكل لا يستطيع النموذة المعياري حلها. أبرزها:
١- لماذا يمتلك بوزون هيغز هذه الكتلة بالتحديد؟
٢- توحيد قوى الطبيعه الأربع بدون التناظر الفائق يبدوا عشوائيا.
٣- قد تكون جسيمات التناظر الفائق "أبناء العم" هي الجسيمات التي تشكل المادة المظلمة
٤- لماذا قوة الجاذبية ضعيفة بالمقارنه مع القوى الأخرى؟


من المهم أن نذكر هنا أن التناظر الفائق ليس نظرية بل مبدأ. لكن هل يجعل كل هذا الجمال النظري من التناظر الفائق حقيقة؟ الجواب لا..... الجمال في صالونات النساء وليس في الفيزياء.
ان لم توافق النظرية التجربة فغير النظرية. في الواقع فشل مصادم الهادرونات LHC في ملاحظة أي من جسيمات أبناء العمومه عند طاقات اجتازت 10 تيرا الكترون فولت في السنوات الثلاثة السابقة. 



++
إضافة من محرر "فيزياء من سورية " من مصدر أخر حيث تم الاعلان من قبل خبراء مصادم الهادرونات الكبير HLC في أواخر العام الماضي عن بيانات جديدة جاءت بدلائل أضعفت قليلا من صحة هذه النظرية " التناظر الفائق" حيث نُشرت نتائج تلك البيانات في مجلة Nature Physics
وجاء ايضا تصريح غي ويلكينسون Guy Wilkinson قائد "تجربة الجمال" في مصادم الهادرونات الكبير قائلا لوكالة الانباء الفرنسية"تتفق بالكامل مع النموذج القياسي وهذه المراقبات تُزيل الحاجة إلى هذه الفرضية" القادمة من نظرية بديلة. ويضيف غي: "سيكون الأمر مثيراً بالطبع إذا ما تمكنا من إظهار أن هناك خللاً ما في النموذج القياسي، لا أستطيع إنكار أن ذلك سيكون مثيراً بالفعل."

إذا لم يتم اكتشاف أي برهان على وجود توائم فائقة التناظر في LHC، الذي رصد كل الجسيمات التي اقترحها النموذج القياسي، بما في ذلك بوزون هيغز (Higgs boson) الذي يضفي الكتلة إلى المادة. يتنبأ التناظر الفائق بوجود خمسة أنواع من بوزون هيغز على الأقل، لكن لم يُكتشَف سوى أحدها وهو ذلك الذي تنبأ به النموذج القياسي، ويقول ويلكنسون أنه كان "من المبكر جداً" إلغاء التناظر الفائق، ويضيف: "من الصعب جداً قتل التناظر الفائق، فهي وحش متعدد الرؤوس".
ويتابع: "لكن إذا لم يتم مشاهدة أي شيء خلال العامين القادمين، ستكون نظرية التناظر الفائق في حالة أصعب بكثير، وسينخفض عدد المؤمنين بها بشكلٍ كبير في كل أنحاء العالم".
كما أخبر حينها المدير العام لسيرن رولف هوير Rolf Heuer الصحفيين في فيينا أثناء مؤتمر للجمعية الأوروبية لعلوم الفيزياء: "إذا كنتم تتوقعون أخباراً قوية جداً من التشغيل الجديد لمصادم الهادرونات الكبير، فالوقت لازال مبكراً قليلاً. سيأتي الحصاد الرئيسي خلال الأعوام القادمة، ولذلك عليكم البقاء مطلعين على الأمور". حتى يومنا هذا، أعاد التشغيل الجديد، عند طاقة 13 تيرا إلكترون فولط، اكتشاف كل جسيمات النموذج القياسي عدا بوزون هيغز، لكن يُصرّ هوير قائلاً: "إننا متأكدون أنه هناك".


المصادر
من مقالات الدكتور youssef albanay  بتصرف - مصدر أخر و أيضا


#syrianphysics #فيزياء_من_سورية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق